التشيكي الشاب ينافس في أول بطولة كبرى له كمحترف

لم تمارس عائلة جاكوب مينسيك رياضة التنس. لكنه عندما كان صبيا في بروستيوف، جمهورية التشيك، كانت الرياضة تحيط به من كل الجوانب. فعلى بعد 100 متر فقط كانت توجد مدرسة فيها ملاعب تنس بجوار ساحة لعب الأطفال. وعلى بعد خمسمئة متر كانت هناك ملاعب تنس خاصة.

في ذلك الموقع، كانت هناك لافتة مكتوب عليها أنهم يبحثون عن بترا كفيتوفا أخرى وتوماس بيرديتش آخر!

مينسيك قال لموقع ATPTour.com: "كنت أشاهد شباب الحي يلعبون وأشاهد الأطفال الصغار أيضاً. كانت لديهم تدريبات كذلك، وكانوا يبدأون مسيرتهم المهنية في التنس فعلاً. ذهبت إلى والديّ وسألتهما إذا كان بإمكاني اللعب أيضاً، وبالطبع كانوا يريدون مني أن أمارس بعض الألعاب الرياضية. وهكذا بدأت."

يوم الاثنين، وبينما كان الإرسال لدى مينسيك وهو متقدّم بمجموعتين مقابل واحدة و4-2 في المجموعة الرابعة من مباراته ضد غريغوار بارير في بطولة  أمريكا المفتوحة، سار بيرديتش نفسه بجانب الملعب مرافقاً التشيكي الآخر جيري ليهيكا إلى مباراته. ونظر المصنّف الرابع في العالم سابقاً للحظات إلى الملعب رقم 6، ولم يتعرّف عليه أي من المشجعين!

كانت كل الأنظار متجهة إلى مينسيك، الذي يبلغ من العمر الآن 17 عاماً، وأصبح أصغر لاعب منذ بورنا تشوريتش في العام 2014 يفوز بمباراة القرعة الرئيسية في بطولة  أمريكا المفتوحة. ويعمل والد النجم الشاب، ميشال، في مجال تكنولوجيا المعلومات، ويلعب هوكي الجليد، بينما تعمل والدته كاترينا في التسويق والعلاقات العامة وتمارس التزلج.

فكيف استجاب مينسيك لطلب اللافتة المحلية الباحثة عن نجم تشيكي مستقبلي؟ بدأ كل شيء مع مدرب طفولته، إيفو مولر، الذي أشاد به جاكوب ووالداه كثيراً. وقال ميشال: "لقد كان أفضل رجل لأنه استطاع أن ينمي حب التنس لدى الأطفال الصغار. كما قام بتعليم الوالدين أن يكونوا آباء جيدين في لعبة التنس."

لكن مأساة وقعت في 6 يونيو 2013، عندما توفي مولر بعد معركة قصيرة مع مرض السرطان. لقد ضُربت عائلة مينسيك بشدّة.

وأضاف ميشال: "كان جاكوب صغيراً جداً. كان في السابعة من عمره. أعتقد أن هذه كانت تجربته الأولى مع مثل هذا الموقف. لقد كان حزيناً وكانت هذه أول فرصة للتحدث معه عن الموت، وهذا النوع من المواقف. أعتقد أنه كان حزيناً بالطبع، لكن الحياة تستمر."

بحلول تلك المرحلة، كان مولر قد غرس بالفعل حب التنس في مينسيك، والذي لا يزال معه حتى اليوم. لم يكن هناك شك في سن الثانية عشرة أنه يريد أن يصبح لاعب تنس محترفاً.

قال مينسيك: "لقد لعبت التنس للتو. مارست ألعاب القوى مرة واحدة لكن كان ذلك في المدرسة فقط، مرة أو مرتين فقط في الأسبوع. لقد شاهدت كرة السلة فقط، لأنه بالنظر إلى طولي، كان من السهل وضع الكرة في الشباك."

وفي حين أصبح مينسيك من كبار مشجعي فريق غولدن ستايت واريورز بسبب ستيفن كاري وإعجابه بألوان قمصان الفريق، الأزرق والأصفر، كان الشغف كله يتّجه نحو التنس طوال الوقت.

قال ميشال: “لقد أراد دائماً أن يصبح لاعب تنس محترفاً. لقد أراد الفوز بجميع البطولات الأربع الكبرى وأن يصبح الرقم 1."

عندما بلغ عمره 16 عاماً، بات أحد أفضل الناشئين في العالم. وفي العام الماضي، عندما كان عمره 16 عاماً، وصل إلى نهائي فردي الناشئين في بطولة أستراليا المفتوحة وخسر نهائياً ملحمياً أمام الأمريكي برونو كوزوهارا. وقد أدّى أداؤه في المباراة إلى تعرّفه على نوفاك ديوكوفيتش.

وأوضح جاكوب قائلاً: "لقد أرسل مقطع فيديو لنفسه وهو يتحدث معي، ويسألني إذا كنت أرغب في الحضور، وأنه شاهد المباراة ورأى ما حدث. وأنّني إذا أردت ذلك، كان يبحث عن شريك يلعب معه لمدة أسبوع في بلغراد. لذلك قلت، حسناً، لمَ لا؟ إنه أحد أفضل بل أفضل لاعبي التنس. فقلت: حسناً، فلنفعل ذلك."

وأضاف: "جئت إلى هناك ولعبنا عدة مرات. لم أكن معه فقط في الملعب، ولكن أيضاً خارج الملعب وأتحدث معه ليس فقط عن التنس، ولكن عن كل الأشياء خارج الملعب. لذلك كان الأمر ممتعاً للغاية، وخارج الملعب كان ألطف رجل قابلته على الإطلاق. عندما تعبر الشارع وتنظر إليه وتتحدث معه، لا تكون متأكداً مما إذا كان هذا الرجل لاعب تنس. عندما يتحدث إليك، فهو مجرد شخص عادي."

وانضم مينسيك أيضاً إلى ديوكوفيتش لمدة أسبوع في مونتينيغرو العام الماضي قبل بطولة ويمبلدون، وتحدث مع الصربي لفترة وجيزة هذا الأسبوع في نيويورك. وفي فلاشينغ ميدوز، أثبت نجم نهائيات الجيل القادم من اتحاد لاعبي التنس المحترفين أنه أكثر من مجرد لاعب مبتدئ، بل يشكل تهديداً للأخرين في القرعة الرئيسية لأي بطولة كبرى.

في محاولته الأولى للتأهل لبطولة جران سلام، نجح في ذلك. وفي أول مباراة له على مستوى الجولة ضد لاعب معروف في العالم رقم 59 باريري، بدا مرتاحاً في الملعب وانتصر في أربع مجموعات.

إنه ليس بالأمر السيئ بالنسبة لشخص لا يزال أمامه سنة واحدة متبقية من المدرسة الثانوية. حتى أن معلمه أرسل رسائل تهنئة بعد أن تغلب على باريري. ويحرص والدا مينسيك على إكمال هذا المستوى من التعليم.

وأوضح ميشال أن جاكوب قال: "يجب أن أركز على المدرسة ولا أستطيع التركيز على التنس وهذا أمر فظيع."

لكن ذلك لم يؤثر بالتأكيد على أدائه. فمع دخوله أسبوع التصفيات المؤهلة لبطولة  أمريكا المفتوحة العام الماضي، كان مينسيك هو المصنف رقم 882 عالميا. وهو الآن رقم 162 في تصنيفات بيبيستون المباشرة.

ويوم الأربعاء، سيواجه مينسيك لاعباً بارزاً آخر، وهو تطوان دروجيه، للحصول على مكان في الدور الثالث. وإذا فاز اللاعب البالغ من العمر 17 عاماً، فسوف يصبح أصغر لاعب يصل إلى الدور الثالث في بطولة أمريكا المفتوحة منذ فابريس سانتورو في العام 1990.

لكن على المدى الطويل، فإن الفتى الذي يركب دراجته دائماً ليذهب إلى ملاعب محلية لممارسة رياضة يحبها لديه أهداف أكبر: "بالطبع أن أصبح على قمة التصنيف العالمي. أستطيع أن أقول إنني أريد أن أكون الأول في العالم وأن أفوز أيضاً بالبطولات الأربع الكبرى والمساترز. أعتقد أن هذا هو حلم كل من يلعب التنس، وأنا لست استثناءً. لكنّني أريد أن ألعب هذه البطولات مع أفضل اللاعبين في العالم.